الكثيرون الآن حائرون والأكثر محبطون لما آلت له الثورة المصرية، نظاماً لم يسقط وما يعتقد أنها ثماراً قد اقتطفها بل اختطفها تياراً واحداً لا يؤمن فى الحقيقة بما ثار الثوار من أجله، مساراً يراه الكثيرون كارثى ولكنى على العكس أراه أفضل مسار للثورة إذا وعينا واقعنا كثوار واغتنمنا ما أعتبره أفضل مسار للثورة
ولنعى واقعنا يجب أن نفهم نقطتين، أولهما أن سلوكنا جميعاً ينتمى فى مجمله لسلوك الحركات الاحتجاجية فنحن فى مجملنا كقوى مدنية، علمانية، ليبرالية أو يسارية أو ديمقراطية اشتراكية لم نعمل قط بالسياسة طيلة السنوات الماضية وليس لنا أى خبرة عملية فى مجال السياسة، ناهيك عن إدارة شئون الدولة، فالنظام السابق أمعن فى تهميشنا وتجهيلنا كطبقة وسطى. أما ثانى نقطة فهى أن الشعوب لا تهمها الثورات بقدر ما تهمها المكاسب الملموسة لتلك الثورات، فإن لم ترى ثمار الثورة فإنها تنقلب عليها وعلى الثوار. وفى ظل تلك الحقيقتان فإن تخيل وصول الثوار للسلطة منذ عام هو تصور مرعب، فلا الثوار لهم أى عمق وخبرة سياسية أو إدارية ولا الشعب على استعداد أن لا يرى ثمار الثورة، إخفاق محقق ووأد للثورة فى مهدها. ولكى لا يستنكر أحد ذلك الطرح يكفى أن نرى نتيجة انتخابات مجلس الشعب، لسنا مستعدين تنظيمياً ولا هيكلياً وليس لدينا خبرات أو كوادر حزبية سياسية لتحمل المسئولية، لقد كانت الأحزاب تبحث عنن من تضع أسمائهم فى قوائمها فلا تجد، وكان من المخزى مثلاً أن تضع أحزاباً محسوبة على الثورة فلولاً فى قوائمها، بل وكان الأكثر خزياً ألا تجد أحزاباً يسارية تدعى مناصرتها لحقوق العمال عمالاً ترشحهم على قوائمها. والحقيقة أن الثورة التى كان ثوارها كثيرون لم يكن لديها من مخزون السياسيين من يقدر على ملء فراغ السلطة، وأن كان قد حدث واستحوذت الثورة على السلطة لسرعان ما كانت ستقمع الشعب لأنها لا تستطيع تقديم ما ينتظره الشعب من الثورة تماماً مثلما تحولت كل الأنظمة الإفريقية إلى ديكتاتوريات تحكم بقوة السلاح بعد حركات التحرر المليئة بالأمل فى منتصف القرن الماضى. إننى أتوقع أن يحدث هذا لتيارات الإسلام السياسى التى استحوذت على السلطة قريباً فهى ليس لديها الكثير مما يمكن تقديمه فى ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة وسيرى الشعب إن عاجلاً أو آجلاً أنها أوعية جوفاء تحمل الوعد دون أن تحمل الوسيلة وستلجأ للقمع فى مرحلة ما للاحتفاظ بمكاسبها السياسية فى مواجهة مطالب مستحقة من الشعب
فماذا إذاً الآن؟ الكثيرون حائرون فيما ينبغى عمله الآن، محاولة التعبئة واحتجاجات حتى إسقاط النظام؟ أم قبول ما هو واقع من هيمنة العسكر والإسلاميين؟ ثورة مستمرة منهكة أم انخراط فى عملية إصلاحية عقيمة؟
وحقيقة الأمر أن الإجابة على السؤال تكمن فى جوهر الثورة نفسها، هدم لنظام وبناء لنظام أفضل، الإجابة فى أهداف تلك الثورة التى غابت عن أعيننا، كرامة، حرية، عدالة اجتماعية وكل ذلك من خلال إرساء دولة الديمقراطية. والديمقراطيات الحديثة كما نراها تحتاج إلى حياة حزبية سليمة، بها أحزاب قوية فاعلة حاضرة فى المجتمع تعطى الناخب بدائل وخيارات، أحزاب تتجه إلى الناخب لتتلمس واقعه واحتياجاته قبل أن تقدم الحلول وتحاول بناء مجتمع يعى مصالحه ويستطيع الاختيار لكى تنجح التجربة الديمقراطية
وفى الحقيقة فإن خيارنا فى التغيير فعلاً ثورياً جذرياً راديكالياً أو إصلاحياً ناعماً فإننا يجب أن نعمل على خلق الكيان القادر على تحمل مشقة السلطة والعمل على تحقيق أهداف الثورة، وبالقطع فإن السلوك الاحتجاجى والحركات الاحتجاجية لا تصلح لملء ذلك الفراغ، إنها فقط طبائع الأمور
إن الشكل الذى تحتاجه التجربة الديموقراطية فى مصر الآن هو فى الواقع الأحزاب، فبدون أحزاب مدنية ليبرالية أو يسارية أو ديمقراطية اشتراكية قوية ستكون نتيجة أى تجربة ديمقوقراطية قائمة على التمثيل النيابى (البرلمان) هى هيمنة كاملة لتيار الإسلام السياسى، ولكى تكون تلك الأحزاب قوية فاعلة تقف موقف الند فى الانتخابات القادمة يجب أن تعمل على ثلاث محاور:
أ- بناء الحزب داخلياً
ب- وضع جذور للديمقراطية والحرية فى وعى المجتمع المصرى
ج- محاربة الفساد على كافة المستويات
وأما عن بناء الأحزاب داخلياً فإنى أرى خمس نقاط مهمة ليست موجودة ويتميز بها التيار الإسلامى عنا وهى كالتالى:
أ- التنظيم والإدارة
ب- الهيكلة الصحيحة
ج- إنماء الخبرة السياسية لأعضاء الحزب عن طريق العمل الحزبى المستمر
د- خلق قواعد شعبية عن طريق التفاعل اليومى مع الشارع وفهم مشاكله اليومية وتقديم كل ما يمكن تقديمه فى العمل المجتمعى من مأكل وملبس ومشفى وتعليم ودعم قانونى لمشاكل فئات المجتمع المختلفة
هـ- خلق كوادر حزبية سياسية تستطيع المنافسة الحقيقية فى الانتخابات التشريعية والمجالس المحلية عن طريق الدراسة والخبرة العملية بين الجماهير. وخلق كوادر تكنوقراطية تستطيع ترجمة برامج تلك الأحزاب لمشروعات حقيقية يمكن تنفيذها وعمل دراسات علمية حديثة تعنى بكيفية إدارة مؤسسات الدولة وبيروقراطيتها.
إن ما أقوله لا يعنى أن نتوقف عن العمل الثورى ونتجه فقط للعمل الحزبى، إن ما أقوله هو أن العمل الثورى يجب أن يوازيه عمل حزبى يبنى كيان أو كيانات تؤمن بمبادئ الثورة وقادرة على تحمل مسؤولية السلطة حين تنجح الثورة، فما نحن فيه الآن نتيجة مباشرة لعدم وجود تلك الكيانات.
إن من أهم مكاسب ثورتنا هى أن الروح قد دبت من جديد فى الحياة السياسية وتحرك الكثيرين من الطبقة الوسطى والدنيا وحتى البرجوازية من أجل الحرية والديموقراطية والاهتمام بالسياسة والحقوق المشروعة لنا كمواطنين، وتكون الثورة قد ماتت فعلاً إذا ما استمرت فى نزيف خسارة هؤلاء من قلبها، تكون قد ماتت إن عاد هؤلاء إلى الانصراف عن السياسة. وإن كنا نسعى جميعاً للتأسيس للديموقراطية والحرية فإن واجب كل منا ومسؤوليتنا نحو تلك الثورة هى أن نعمل لبناء تلك الأحزاب التى نتندر ونسخر منها وقد عدنا إلى موقف المشاهد. إن لم نعمل ونتطوع ونبنى تلك الأحزاب المدنية لتستطيع المنافسة وتحمل المسؤولية فى مرحلة قادمة من الثورة فلا يجب أن نلم إلا أنفسنا إن اكتسح الإسلام السياسى الانتخابات القادمة مجدداً، إننا فى عملنا لبناء تلك الأحزاب المدنية وإرساء أهداف الثورة فى جنباتها إنما نؤسس للديموقراطية التى هى الطريق لتحقيق أهداف الثورة، ولا تقل أنك لا تفهم فى السياسة، فالعمل الحزبى ليس فقط سياسة بل هناك الكثير من أعمال التنظيم والإدارة والعمل المجتمعى إلخ… وأيضاً يمكنك من خلال العمل فى بناء حزب تثقيف نفسك سياسياً فتكون مفيداً فى محيطك.
إننا إن فترنا وعدنا إلى مقاعد المتفرجين فإننا نفرط فى ثورتنا بل ونخونها، إن ظللنا نحتج ونعمل على هدم النظام بدون العمل الموازى على خلق بديل قوى فإننا نعمل من أجل أن يربح مجدداً خصومنا، لذا فأنا أدعو كل من شارك فى الثورة للانضمام لحزب يمثل ميوله السياسية والتطوع بالقليل من الجهد والوقت فى بناء ذلك الحزب المدنى، فتلك مسؤوليتنا تجاه الثورة
متفقه جداً مع إن الثوار ما كنش عندهم خبرة سياسيه .. لكن كمان الاخوان أو التيارات الدينيه كنت كل خبرتها التاريخيه يا إما خداع يا إما عنف مبرر من وجهة نظرهم .. و بعدين هم نجحوا في تكوين كوادر شعبيه صحيح لكن مش مشروعات حقيقيه أكتر من الدعم المادي بطريقه تخلي المواطن في حالة إعتماد مستمر عليهم.
احنا لازم نشتغل في الشارع بس بعد ما نضمن إن اللعبه عادله .. ماينفعش أنزل اختلف مع ربنا إللي بيمثله التيار الديني .. و إلا هتقتل من المواطن العادي إللي بجد مصدق .. أنا شايفه إن أي ذكر لأحزاب ليبراليه أو علمانيه أو يساريه هيقابله هجمه مضاده من التيار الديني تتهمك بالكفر و الإنحلال بشكل يتفق مع وجود اغلبيه مغيبه عن طريق الجهل و الفقر
أنا شايفه إن بشكل متوازي مع العمل الثوري .. احنا لازم نوصل للعمال و الطلبه بشكل أعمق من مجرد الوقوف معاهم في إضراب .. الناس دي لزم تثق في انك بجد عايز حقها مش عايز تركب على قضيتها .. و بعد ما تبني قاعده شعبيه تبتدي تتجه للعمل الحزبي .. قبل كده هيكون إنتحار صدقني ..
اتفق معاك جدا في كل النقاط و الكلام السابق فسبب المشكله هو القصور السياسي الناتج عن عدم الممارسه و عدم وجود خبرات و كوادر سياسيه قادره علي المنافسه و كسب الجماهير
مقال رائع جدا لكن لماذا تنظرون إلي التيار الديني كعدو فنحن أبناء وطن واحد وإن أخذنا اغلبية اليوم فغدا أقلية ومن كفر من يتبع حزب غير ديني لا أدري الكفر والإيمان في القلب سرا بين العبد وربه
تحليل واقعى اجمالا ولكن تجربة الإنتخابات شهدت تشرذم كامل لكل التيارات المدنيه ساهم فيه الإخوان بخطة الجبهه الديمقراطيه وعطلت تلك الأحزاب عن ايجاد أرضيه مشتركه لها فى مواجهة الإسلام السياسى ,بل وشهد هجوم من الثوار على تلك القوى ل (التى روجها الإسلاميون)وصب ذلك فى مصلحة الإسلاميين ,,المطلوب توحيد جهود القوى المدنيه فى حزب أو حزبين كبيرين أو على الأقل إقامة جبهه موحده منهم فى مواجهة العدو الرئيسى الذى يستغل الديمقراطيه ليصل للحكم ثم يهدرها ولا يسمح بالإختلاف ,مع الإستعانه بالقوى المؤمنه بالثوره من ذوى الخبرات السياسيه والعمليه وعدم تهميشهم ولدينا فرصه سانحه فى الرئاسه والمحليات من أجل الإتفاق ومواجهة القوى الظلاميه ,أما الرهان على الشعب فى ظل سيطرة القوى الإسلاميه على المساجد والجمعيات والنقابات فهو رهان خاسر ويحتاج لوقت طويل بسبب الأميه بكل أشكالها
متفقة معاك في كل كلمة خاصة الفقرة الأخيره، من غير عمل حزبي ومجتمعي موازي للعمل الثوري يبقى إنتهينا مقابل التيار الإسلامي المنظم. بس الناس دلوقتي مرعوبة من شبح الدولة الدينية القمعية ومشكلة الدستور الديكتاتوري. كنت عايزة أعرف رأيك في وصول سليمان للحكم ؟
تعليقى الوحيد أنه لو تحالفت الأحزاب الليبرالية والمدنية وحتى الإشتراكية بصفة عامة فى أسرع وقت فى حزب أو كيان واحد نظراً لحساسية وأهمية الوقت الحالى وقبل انتخابات الرئاسة مع احتمالات تصاعد الموقف من جديد فسوف يكون لهم القدرة على الوصول للشارع فى كل أنحاء مصر واستقطاب الأغلبية خاصة مع فقدانهم الثقة فى الإسلاميين
حتى كبراجماتية بحتة يجب عليهم التحالف فى كيان كبير أيا كانت مرجعياتهم وأيديولوجياتهم حتى لو انفصلوا فى مرحلة لاحقة ولكن فى ظل الظروف الحالية لا بديل عن ذلك
يجب ألا يتكرر موقف الثورة بمحاولة انشاء لإئتلاف شباب للثورة أو الميدان ويجب أن يشعر الشارع بوجود كيان قادر على استلام مقاليد الحكم
وبالبلدى أنا واحد من الناس مش عاوز أنزل الميدان تانى الا لو فيه كيان انا عارف انه ممكن يستلم الحكم!!
في الحقيقة هذا التوصيف قريب جداً مما حدث بالفعل وأيضاً مما وصلنا إليه الأن ولكن الحل المطروح من الكاتب بشأن إنشاء أحزاب سياسية
فعالة من قبل قوي أخري في المجتمع و بالتحديد القوي الثورية
المختلفة لكي لا تكون الهيمنة في يد القوي الإسلامية
السياسية بمفردها ، حل بعيد إلي حد كبير لأنه لابد أن يسبقه
التعليم والتوعية ومحو الجهل لدي غالبية الشعب والجهل السياسي
لدي كل منا حتي نكون قادرين علي إنجاح تلك الأحزاب و
جعلها أحزاب ذي مشاركة إيجابية وفعالة.
انشاء احزاب سياسيه ليبراليه لها القدره علي منافسه احزاب الاسلام السياسي في الانتخابات البرلمانيه القادمه مستحيل,,,,,, المصريون يعانون من فقر و جهل وبطاله و المتعلمين منهم لهم ميول اخوانيه او سلفيه ,,,, الكلام محترم جدا لكنه كلام نظري لا يتوافق مع طبيعه المصريين و مدي وعيهم السياسي ,, علم الشعب الاول ونزله ينتخب بعد كده
يجب أن نفهم أن الفقر والجهل والبطالة باقون طالما الديكتاتورية باقية، لذا لا يجوز أن نقول “علم الشعب الأول ونزله بعد كده” لأنه لن يكون هناك تعليم جيد قبل أن يمارس الشعب الديموقراطية ويخطئ الاختيار المرة الأولى فيتعلم ويختار الأفضل في المرة الثانية وهكذا، أما أن يظل تحت ديكتاتورية فلن يعلمنا الديكتاتور الديموقراطية
أما الأهم من ذلك هو أن حتى إذا كان الشعب متعلم جداً ولم يكن هناك بديلاً للإسلاميين، فمن سيختار إذاً. لذا وجب علينا أن نبني ونخلق له البديل من الآن، وإلا فمن سيختار مستقبلاً؟
وثالثاً وأخيراً فالعمل في بناء أحزاب منافسة تيار الإسلامي السياسي جزء كبير منه يكون في تنمية الوعي السياسي للشعب وهو مؤكداً أفضل من الجلوس دون عمل شئ وانتقاد ما يحدث فقط
علشان الشعب ينتخب صح في المره الثانيه لازم يكون في دستور توافقي يضمن حقوق المواطنه والحريات ويضمن محاسبه كل السياسين المتهمين بالفساد السياسي ,,,فيطر رئيس الجمهوريه الحالي بالالتزام بالدستور و القانون والالتزام بمحاربه الفساد والاهنمام بالصحه و التعليم,,,,, يزيد الوعي عند الناس ,,, وبعد كده مش مهم مين يحصل علي الاغلبيه في البرلمان ,, ليبرالي او اخواني او سلفي ,, المهم في دستور توافقي يتم تطبيق جميع بنوده علي الرئيس قبل الغفير